(1)
حوار مع رئيس المركز الاسلامى بليوبن بالنمسا
حاوره أحمد محمد أبورحاب
لمصر جاليات فى كل دول العالم والكثير من أبناء الجاليات المصرية فى المهجر نماذج ناجحة ومشرفة
فمنهم علماء يحملون لواء العلم فى أعرق جامعات أوربا وأمريكا، ورجال أعمال ناجحون وهناك أيضا أطباء متخصصون ومهندسون أكفاء وعمال مهرة من أبناء الجاليات المصرية فى المهجر
تاتى هذه الفرادة من تخصصه مرة وثراء نشاطاته مرة ثانية وتنوع المجالات التى يسهم فيها مرة ثالثة
انه الأستاذ – كما يحلو لأصدقائه ومتابعيه ومريديه أن يطلقوا عليه
بهجت العبيدى البيية رئيس المركز الاسلامى بليوبن بالنمسا ومعلم اللغة العربية للأجانب فى النمسا وعضو المجلس الرئاسى للاتحاد العالمى لبيت العائلة المصرية
الاستاذ بهجت من مواليد عام 19655 بعزبة موسي بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية.تخرج فى كلية الآداب بجامعة المنصورة عام 1988 وعمل مدرسا للغة العربية بمدرسة عمربن الخطاب الإعدادية بلسا الجمالية من سنة. 1990 إلى 1995 ثم هاجر إلى النمسا فى نفس العام بهدف الإقامة وعمل مدرسا للغة العربية لغير الناطقين بها بمدرسة فولكبس هوج volkoshos hschule بمدينة ليوبن بمقاطعة شتايرمارك النمساوية -فى عام 1998عمل محررا فى مجلة سكوب العربى، ومدير تحرير لمجلة المغتربين نسخة النمسا التى كان يرأس تحريرها الصحفى السورى نبيل الصفدى .
والمسئول الاعلامى المتحدث الرسمى للاتحاد العام للمصرين بالنمسا بليوبن ورئيس المركز الاسلامى بمدينة ليوبن النمساية منذ عام 2010 إلى الأن
س: مامدى إقبال الأجانب على تعلم اللغة العربية؟
ج:هناك عدة مستويات لديها رغبه فى تعلم اللغة العربية ،ولذلك أسباب مختلفة فالمسلمون الذين لايتحدثون العربية لديهم شوق كبير لتعلم هذه اللغة التى نزل بها كتابهم المقدس “القرآن الكريم”
ولكن كما يعلم القارئ الكريم فان تعليم اللغات ليس بالامر الهين وهؤلاء يظنون أنهم بمجرد أن يتعلموا القليل من اللغة فانهم يستطيعون سبر أغور اللغة التى نزل بها القرآن وهو مالم يكن له من الحقيقة نصيب ومن ثم لايستمر جزء كبير منهم فى تعلم اللغة العربية
إلا المتخصصون بالطبع ، أما الغربيون الذين يرغبون فى تعلم اللغة العربية فهم ليسوا عددا كبيرا ولا يلجأ لتعلمها إلا قلة منهم لهم دوافع خاصة أو بحثية
س: فخر وشرف أن يكون الانسان معلما للغة القرآن الكريم، لغة أهل الجنه اللغة العربية، خاصة لو كان يعلمها لغير الناطقين بها، كيف يتم تأهيل الطالب منذ لحظة دخوله المعهد إلى إتمامه دراسة اللغة؟
ج: نعم إنه شرف أن يقوم الإنسان بمهنة التعليم عموما وخاصة للغة العربية، التى لها خصوصية فريدة حيث ارتباطها بالقرآن الكريم الذى نزل بها.
لتاهيل الراغب فى تعلم العربية فاول مايتم اللجوء اليه معرفة سبب إقدامه على تعلم تلك اللغة العظيمة …من هنا يكون المدخل، إضافة لمعرفة إلى أى درجة يريد الوصول لها فى مدارج اللغة الثرية، كل ذلك يقدم للمعلم إرهاصات المدخل الذى يؤهل من خلاله الطالب، وبالنسبة لى فان هناك مدخلا أحبذ غالبا الولوج إلى نفس الطالب منه، وهو المقارنة الصوتية بين بعض الحروف فى اللغتين العربية والألمانية حيث أن هناك فروق وتباين فى الجهاز الصوتى بين الناطقين باللغتين وتكون هنا مفارقة لطيفة أعمل على أن تكون مدخلا تأهيليا لراغب تعلم العربية من الأجانب والذين يتخذون النمسا مقرا
س: اللغات ترتبط أهميتها بأهمية الدول الناطقة بها!! أليس كذلك ؟
ج: بكل تاكيد فإن اللغات تأخذ أهميتها من أهمية الناطقين بها ويحرص الأجانب على تعلم اللغة التى يقدم الناطقين بها انجازات للحضارة الإنسانية، وكما قال ابن خلدون فان المهزوم – والهزيمة هنا ليست مقصورة على الهزيمة العسكرية – يقلد المنتصر فى المأكل والمشرب والهيئة واللغة أيضا، ولعل القارئ الكريم يتذكر كيف كان الأوربيون يقلدون العرب حينما كانوا يقدمون للعالم السهم الأوفر فى الحضارة فى كافة المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية
س: هل نستطيع القول أنه كلما كانت الدولة متقدمة علميا واقتصاديا ازدات فرص تعلم لغتها؟
ج: طبعا بكل تأكيد فحينما يكون الناطقين بلغة ما منتجين للحضارة ومساهمين فيها فإن الآخرين يسعون للاستفادة من هذا الإنتاج وليس هناك وسيلة لنقل تلك المساهمات إلا من خلال اللغات التى هى وعاء لما تنتجه عقول المتحدثين بها وحينما يكون لدى أبناء لغة معينة نابهون يبتكرون نظريات ويقدمون للبشرية اكتشافات فى أى مجال من المجالات فليس هناك مناص من تعلم لغة هؤلاء النابهين
س: بعد ثورات الربيع العربى والدمار الذى أصاب بعض البلاد العربية أصبحت النظرة إلى العرب هشة هل قل الإقبال على تعلم اللغة العربية فى النمسا وأوربا؟
ج: فى الحقيقة لقد أحدثت الثورات العربية فيما أطلق عليه الربيع العربى زخما كبيرا فى الدول الأوروبية
ولكنه زخم سياسي ولا أظن ان لهذه الثورات تأثير على تعلم اللغة العربية فالاسباب التى تدفع لتعلم لغة – على ما أظن – ليس من بينها ما حدث فى المنطقة العربية
بل اعتقد أن نتائج تلك الحركات أو الثورات كما يطلق عليها البعص ..مستقبلا هو مايمكن أن يكون له بعض الدخل فى إثارة حماسة البعض لتعلم لغة هؤلاء القوم الذين قاموا بهذه الحركات او الثورات
س : كم عدد المصرين بالنمسا وعدد المسلمين بها؟
ج:تعتبر الجالية المصرية بالنمسا الأكثر عددا بين الجاليات العربية، طبعا قبل موجة اللجوء الأخيرة التى كان أبطالها للأسف من أبناء العربية السورية والتى لا نستطيع حتى اللحظة تحديد عددهم على وجة الدقة حيث أن كثير من طلبات اللجوء لم يتم البت فيها، أما الجالية المصرية بالنمسا فحسب بيانات غير رسمية فإنها تدور حول الثلاثين ألف مصرى وبالنسبة.
اما المسلمين فلعله من المناسب أن يعلم القارئ الكريم أن الديانة الإسلامية تأتى فى المرتبة الثانية بعد المسيحية الكاثوليكية بعدد يقترب من النصف مليون مسلم من تعداد السكان فى النمسا الذى هو يتجاوز الثمانية مليون بعدة مئات من الألاف
(2)
س: ماهى العقبات التى تواجهكم ،خصوصا وللهجمات الإرهابية تأثير سلبى على صورة المسلمين؟
ج: هناك العديد من العقبات، لا تواجه مركزنا فحسب، بل تواجه العمل العام الإسلامى بالنمسا والخارج على وجه العموم، يأتى على رأسها تصدر المشهد من بعض الذين يسيئون بخطابهم المتشدد للإسلام وعدم وجود المتخصصين من الدارسين ليس لعلوم الدين فحسب
بل هؤلاء الذين يملكون بجانب العلوم الشرعية العلوم الحياتية وكذلك معرفة لغة القوم والمقصود ليس مفرداتها فحسب بل أعنى اللسان كاملا والبيئة كذلك وهذا يلزمه الاعتماد على الأجيال الجديدة من المسلمين الذين ولدوا فى بلاد المهجر وتعلموا فى مدارسهم وتحدثوا لغتهم وتعرفوا على نفسياتهم، لا شك كذلك أن المؤسسات الإسلامية تعانى من قلة الموارد المادية خاصة بعدما منعت النمسا الحصول على أموال من الخارج ولعله من المناسب هنا أن أعلن أن مركزنا لم يحصل على سنت واحد من الخارج ولكنى أتحدث هنا فى المطلق.
س: ما هو دور المركز الإسلامى فى تصحيح الصورة السيئة عن الإسلام بالغرب؟
ج:لقد اتخذ المركز الإسلامى بالنمسا بليوبن منذ إنشانه خطا واضحا محددا لم يتخل عنه فى أى لحظة وهو اتخاذ الوسطية الإسلامية منهجا له ومحاربة كل الأفكار والتيارات الهدامة ومجابهة الغلو الذي تتخذه الجماعات الإسلامية المتشددة والتى تنشط فيه الأفكار التكفيرية ومن ثم تنتج العمليات الإرهابية وضرب المركز الإسلامى بالنمسا بليوبن نموذجا للتعايش وقبول الأخر وقدم نماذج تحتذى فى هذا الشأن ، وشارك فى النقاش المجتمعى حول قانون الإسلام الجديد بالنمسا الذي دعا له العام قبل الماضى وزير الخارجية والاندماج النمساوى،سبيباستيان كورتس،وكان ذلك أحد أهم نشاطات وفرص المركز لتقديم صورة طيبة عن الاسلام والمسلمين فى ظرف قاس للغاية على الإسلام والمسلمين.