افتتاح مولد سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه
قصة سيدنا إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه
في مدينة صغيرة هادئة على ضفاف النيل، تُسمّى دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وُلد نور من أنوار آل بيت النبي ﷺ سنة 653 هـ،
هو العارف بالله، القطب الرباني، سيدي إبراهيم بن عبد العزيز الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه، من نسل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فكان نسبًا طاهرًا طالعًا من بيت النبوة.
---
🌙 نشأته وبدايته مع الطريق
منذ نعومة أظفاره، ظهرت عليه علامات الولاية والنور.
كان الطفل إبراهيم مختلفًا عن غيره من الأطفال، يميل إلى العزلة والتأمل، يُكثر من الذكر، ويحب الجلوس في المساجد.
حفظ القرآن صغيرًا، وتفقه في علوم الدين على مذهب الإمام الشافعي، حتى صار من كبار العلماء في عصره، قبل أن يتفرغ لعبادة ربه وسلوك طريق أهل الله.
وفي صباه، كان دايمًا يقول:
> "اللهم اجعل قلبي سليمًا لا يحمل إلا حبك، ولساني ذاكرًا لا ينطق إلا باسمك."
وكان يرى أن الطريق إلى الله يبدأ بتزكية النفس، وتنقية القلب من الغل والحسد، وأن الذكر هو الباب الأعظم الذي يدخل منه السالك إلى حضرة الرحمن.
---
🕊️ طريقته ومقامه بين الأولياء
أسس رضي الله عنه الطريقة البرهامية الدسوقية، وهي إحدى الطرق الأربعة الكبرى في التصوف (الجيلانية، الرفاعية، الأحمدية، الدسوقية).
وسُمّيت “البرهامية” لأنه كان يُعرف بلقب البرهامي، من “البرّ”، أي الطاعة الكاملة لله والرحمة بالخلق.
كان يقول لتلاميذه:
> “من أراد الطريق إلينا فليُخلِّ قلبه من الدنيا، وليملأه بمحبة الله ورسوله،
فوالله ما وصل أحد إلى الله إلا من باب الحب.”
وكان يُربي المريدين على الأدب، والصدق، والصبر، وحسن الظن بالله، ويقول:
> “العلم سراج الطريق، والحب زاده، والذكر مركبه.”
---
✨ كراماته وأحواله
كثرت عنه الكرامات المشهودة، لكنه كان يُخفيها تواضعًا، ويقول:
> “الكرامة الحقيقية هي الثبات على الاستقامة، لا الطيران في الهواء ولا المشي على الماء.”
من أشهر كراماته:
كان يُخبر الناس بما في قلوبهم دون أن يتكلموا.
وكان إذا دعا الله تعالى استُجيب له على الفور.
وكان يرى بعين البصيرة أحوال مريديه في أماكن بعيدة.
ومع كل ذلك، كان يقول:
> “من طلب الكرامة فقد طلب نفسه، ومن طلب الله وجد كل شيء.”
---
🌸 وفاته ومقامه الشريف
توفي رضي الله عنه سنة 676 هـ / 1277 م، ودفن في مدينته دسوق، حيث يوجد مقامه الشريف اليوم، الذي يزوره الآلاف من المحبين كل عام، في مولده المبارك.
وفي هذا المولد ترى القلوب قبل الأجساد تتوافد، والعيون تدمع حبًا، والألسن تلهج بالصلاة على النبي ﷺ، في مشهد يفيض بالروحانية والنور.
ويقال إن في ليلة وفاته، أضاءت الأنوار فوق بيته، وسمع الناس تسبيحًا من السماء، فعرفوا أن رجلاً من أولياء الله قد انتقل إلى جوار ربه.
---
💫 أثره وكلماته
من كلماته الخالدة:
> “من أحب الله صدق، ومن صدق وُفّق، ومن وُفّق سبق.”
“اعبد الله حبًّا لا طمعًا، وخشيةً لا رياءً، ورضًا لا خوفًا.”
“لا تنظر إلى صلاتك وصومك، ولكن انظر إلى قلبك، أهو مع الله أم مع نفسك.”
وكان يقول دائمًا:
> “الطريق إلى الله أدب، فمن زاد عليك في الأدب زاد عليك في الطريق.”
---
🕌 مقامه ومولده اليوم
مقامه في دسوق من أعظم مقامات مصر، وهو ملتقى للأحباب من كل البلاد.
تُقام له الحضرات، وتُرفع فيه الأكف بالدعاء، وتُتلى فيه السيرة العطرة للنبي ﷺ وآل بيته،
فهو من آل بيت النبوة، ومن أولياء الله الذين قال فيهم تعالى:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق