الاثنين، 5 أغسطس 2019

كرامة سيدى على الخواص التى هزت الإمام الشعرانى وجعلته من مريدية

الفرق بين أن تتعلم علي أيدي الناس وبين أن يعلمك الله بلا واسطة
كان سيدى "على الخواص" رضى الله عنه أكابر  وعظماء  أولياء الله في
عصره فى مصر
ولم يدخل مدارس أو يعلمه بشر أن يقرأ ويكتب يعني كان امي 
ونسبه الشريف الى جده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يتخذه ذريعة للتكبر على الخلق على العكس تماماً
ستجد أن سيدى على الخواص قد عمل فى مهن يستنكف بعضنا على أن يمتهنها أو يصدق أن احداً يمتهنها من الممكن ان يكون بهذا العلم وهذا القدر
فعمل حلاقاً وطاف فى الأسواق على قدميه الشريفة يحمل الخبز فوق رأسه وبعض المأكولات يبيعها ثم خواصاً يضفر الخوص لعمل الحصر والأقفاص ومايتبع ذلك هذا عمله الذى كان يبدوا للناس انه يتكسب منه قوته
لكن هناك من الأعمال التى كان يقوم بها دون أن يتقاضى عليها أجراً ولايمكن لأحداً منا ان يشتغل بها فى عصرنا الحاضر مداوماً عليهافمن هذا الذى يصدق ان سيدى على الخواص بكل عظمته ومهابته كان ينزح أكنفة بيوت الخلاء التى يقضى فيها المسلم وغير المسلم حاجته؟ حتي يكسر نفسه لله ويذلها
ومن هذا الذى لن يستعظم فى نفسه قيام سيدى على الخواص بكنس الحى بيده الشريفة ثم يجمع القمامة ويخرج بها ليضعها على كوم القمامة خارج حى الحسينية؟
وكان ايضاً يطوف على المساجد يكنسها بيده الشريفة
وكان يملاً أوعية الشرب للكلاب والقطط فى حى الحسينية بيده ويتأكد من ذلك بنفسه من وعاء وعاء
كان الناس يرون ذلك ومن كل فعل له يتعلمون فمنهم من كان يعرف أنه من أولياء الله ومنهم من كان يعرف أنه من أهل بيت النبوة ومنهم من لم يكن يعرف عن ذلك شيئاً وأولهم شيخ أزهر مصر سيدى عبد الوهاب الشعرانى في هذا الوقت يعني زي الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر الحالي في المنصب والرفعه
غير أن الأولياء فى مصر كانوا متفقين على علو قدر سيدى على الخواص فهو بينهم كالملك بين الرعية
ولم يكن سيدى عبد الوهاب الشعرانى قد تصوف من الأصل بل كان ملماً بالعلوم الظاهرة من الشرع فى الأزهر فقط لاغير حتى أنه كان أكثر أهل الأرض تأليفاً فيها قبل تصوفه يعني تخصص شريعه وطبعا عندنا علم الحقيقه اللي هو علم سيدنا الخضر كعبه عالي علي علم الشريعه
فكان سيدى عبد الوهاب يمشى فى الشارع فى أبهة العلماء وحق له ذلك فهو شيخ أزهر المسلمين انذاك ومؤتمرات واجتماعات ويجلس مع الخليفه وكبار رجال الدوله وكان بيمر
فإذا مر بسيدى على الخواص وهو فى دكانه يخوص الخوص بيده الشريفة
نظر إلى سيدى على وهيئته ولحيته وعمامته وهو يجلس على الحصير وسيدي علي الخواص ماسك الابره او الميبر وشغال في الخوص كل غرزه يقول الله الغرزه التانيه يقول حي ولو نسي غرزه لم يذكر فيها اسم الله  يقطعها بسنانه ويقول استغفر الله
فسيدي عبدالوهاب فيقول فى نفسه
أى ولى هذا الذى يكون بهذه الهيئة وهذه الصنعة ؟اي الله حي ده شغل دراويش مجانيين ويقول
أهذا هو كبير الأولياء فى مصر؟
ألم يجد لنفسه عملاً أكرم من هذا ليقتات منه؟
كيف يكون ولياً لله ويتعلمون منه بينما هو لم يتعلم ولم يمسك قلماً ولا ورقة كاغد؟
ثم يكمل مروره امام سيدى على الخواص فيقول لسيدى على
ما إتخذ الله من ولى جاهلاً ياخواص فيرد عليه سيدى على الخواص  لو اتخذه لعلمه
بينما سيدى على الخواص سايبه يغني براحته لانه  يعلم انه سيكون اخص تلامذته هذا الذى يلمزه كلما مر عليه ده مكتوب من الازل المهم وبعدين
كان سيدى عبد الوهاب الشعرانى ميسور الحال وقد تزوج من سيدة شريفة النسب إسمها السيدة زينب
وكان محباً لها حباً شديداً
وكانت تنبسط معه فى دلالها عليه كزوجها فتمتطيه كما يمتطى الفارس حصانه وهو يقبل ذلك منها يعني كان اول مايدخل البيت مراته تقولي ركبني علي كتافك فكان بيحبها وبيركبها ويطلعها لغاية غرفتها وهي راكبه علي كتافه
فمر ذات يوم ولمز سيدى على الخواص وقال له ياخواص ما إتخذ الله من ولى جاهلاً
فلم ينظر له سيدى على وأكمل مافى يده من عمل وهو ممدد احدى رجليه ثم قال له جملة غيرت كل حياة سيدى عبد الوهاب الشعرانى وحولته من واقفاً فرحاً بعلم الظاهر الشرعى إلى كبيراً من كبار أهل الله فقال له بل إتخذه وعلمه ياحمار زينب
فوقف سيدى عبد الوهاب وقد كان للجملة تلك وقعاً مهولاً عليه كان هيتخل ويتجنن دانا راجل شيخ ازهر وده عرف مرتي بتركبني زي الحمار
فتلقفها بالصمت ولكنه صمت المتدبر المفكر الباحث عن مصلحته مع ربه على حساب رئاسته للأزهر
فرجع لبيته وهو يقول من الذى أعلمه بأخص مايكون بينى وبين زوجتى
لقد أطلعه الله على ذلك وعرفه فهل يكون ذلك إلأ لولى لله؟ وطبعا دليل هذه الكرامه في القران وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين صدق الله العظيم الناس دولا ربنا بيكشفلهم الامور ياساده المهم راح قال 
لقد تحمل ايذائ له ولم يعقب بكلمة ولكن عندما عقب كاشفنى بأدق مافى بيتى كرجل وكأنه يعيش معى
وكانت صلاة الجمعة فى اليوم التالى
فتقدم سيدى عبد الوهاب ليصلى بالناس كعادته
وكان فى من خلفه فى الصفوف سيدى على الخواص
فسلبه القرآن الذى يحفظه
فوقف سيدى عبد الوهاب ليقرأ الفاتحة لكنه لم يجد شيئاً من القرآن عنده من الممكن ان يذكره حتى الفاتحة نسيها وكأنه لم يسمعها من قبل
زاد الضيق والحرج فى صدر سيدى عبد الوهاب وهو يعلم ان الناس خلفه ينتظرون قرائته للفاتحة وقال دانا وقعتي سوده مالي ومالي الخواص وعرف انه ولي
أى إحراج كهذا يارب مالى ومالسيدى على الخواص ليتنى لم اقع فيه ولم اقل له ماقلت كلما مررت عليه
كل هذا وسيدى على خلفه وسيدى عبد الوهاب يتضرع فى نفسه أن يقبل الله توبته من الوقيعة فى سيدى على الخواص
فردت إليه الفاتحة وسورتان ليصلى بهم
فلما سلم وجد سيدى على الخواص خلفه فى الصف فنظر إليه سيدى عبد الوهاب نظرة المتلهف على رؤياه حبيبه او الغريق لطوق نجاته او الطفل لأبيه من بعد غيبه
ثم ذهب لسيدى على الخواص حافياً وخلع عمة شيخ الأزهر من على رأسه وقبل رجل سيدى على وجلس على الحصير مع سيدى على ليقول له علم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرا ايضا