الأربعاء، 31 يوليو 2019

لصوص الأفناك فى مدينة الفاتح بقلم عبدالله لالي


قبل أَنْ يدقَّ جرس الالتحاق بصفوف الدّرس التقت ( حيزية ) بصديقتها ( زليخة ) وأخبرتها بالمفاجأة:
-هل قرأتِ إعلانَ الرحلةِ الَّتِي سَتُنَظِّمها مدرستُنا إلى مدينة الفاتح الكبير عقبة بن نافع..؟
قالت زليخة وهي تكاد تطير من الفرح:
-لا ، لا لم أقرأه .. ومتى تكون هذه الرّحلة ، فأنا مشتاقة من زمن طويل لزيارة هذه المدينة التاريخية العريقة، ورؤية آثار الفاتحين الكبار.. ؟
قالت ( حيزيّة ):
-بعد ثلاثة أيام ستكون الرحلةُ ومكانُك محجوزٌ مُسَبَّقًا ..
بعد ثلاثة أيّام كان الفوجُ المدرسي يدخل مدينةَ الفاتحِ الكبيرِ عقبةَ الفهري مستكشفا. كانت واحات النَّخيلُ تحيط بها مثلَ الإكليلِ من جميع الجهات، والجامع يتوسّطها فخما مهيبا شاهدا على تاريخ حافل بالبطولات والأمجاد ، وقد ارتفعت منارتُه شامخةً تطاول السّحب التي تجمّعت في يوم خريفي مضطرب ، وأفواج السّائحين لا تكاد تنقطع عن هذه المدينة السّاحرة ، من كلّ بِقاع الدّنيا.. !
وعند النزول من الحافلة، لفت انتباه ( زليخة ) أمرٌ غريب ، عددٌ من الزوار الأجانبِ ، توحي هيئتُهم بالريبة ، أخبرت بذلك صديقتها زليخةَ ، فوافقتها الرأيَ فتجاربهما السّابقة في التصدّي للدّخلاء من مهربي الأفناك في الصّحراء الكبرى علمتهما أشياء كثيرة..ولحسن الحظ كان ( بوزيان ) زميلهما في المدرسة ؛ مشاركا في الرّحلة أيضا ، فأبلغته حيزية وزليخة بشكوكهما، فقال لهما:
-اطمئنا ..سنرصد تحرّكاتهم ، وإذا تأكدت ظنونكما سنوقعُهم في الفخّ لا محالة.
كانت هناك مقابلَ المسجدِ القديم أطلالٌ عتيقةٌ ، لبيوت قديمة هجرها سكّانها منذ سنين، إلى الأحياء الحديثة، وقلّما يُلِمُّ بها السّائحون إلا من بعيد لالتقاط بعضِ الصُّور التذكارية، إلا أنّ (بوزيان) لمح سائحَين اثنين يدخلان إلى تلك الأطلال قَبْلَ صلاة الظهر بقليل، فتعجّبَ للأمر ، وأخذ الفضولُ يحدوه لاقتفاءٍ آثارهما ، وهو يتسلّلُ وراءهما سمع أصواتا خافتةً لرَجُلَين يتحاوران، قال أحدهما بلهجة فرنسية مكسّرة:
-صغار الأفناك التي جلبناها من ( ورقلة ) مخبأة أسفل هذا السُّور ، حيث لا يخطر على بال أحد أنّها توجد هنا ، ومقابلَ أعظمِ مسجدٍ في الجزائر.. !
قال الثاني بلكنة فرنسية واضحة:
-ومتى نخرجها من هنا .. فالمكان يَعُجُّ بالناس..؟
قال الأوّل: أنسب وقت عند انتهاء صلاة العشاء، حيث تَخِفُّ حركةُ المصلين، نضعها في (الباص) الذي جئنا فيه، ومن ثَمَّ نأخذها معنا في طريق العودة ، ولن يشك بنا أحدٌ ، ونحن ضمن الوفد السّياحي العالمي.
بعد صلاة العشاء كانت الصناديق التي خُبِئَتْ فيها الأفناك توضع في ( الباص )، بحذر شديد ، وفي تلك اللحظة تخرج خيزية وزليخة مع بوزيان من المسجد ، ويصرخون بكلّ قوّة:
-إلى أين يا سارقي الأفناك الأغبياء ..نحن لكما دوما بالمرصاد..
وتحت ذهول المفاجأة تُدوِّي صافرات سيّارات الشرطة وتحيط باللّصوص من كلّ مكان ، وتوضع أيديهم في الأصفاد ، وتحرَّر الأفناك الذهبية اللّون المهدّدة بالانقراض من قبضة تجار الفناء ، وتفرح فرقة ( حماة الأفناك) ويهنئ بعضهم بعضا لنجاحهم مرّة أخرى في حماية ثروات وطنهم الثمينة.       
 

الجمعة، 26 يوليو 2019

آفة النقد وحيف النقاد. عمرو الزيات نائب مدير التحرير


من أعظم آفات النقد المجاملة والهوى، فقد يضطر الناقد لمجاملة المبدع لأسباب منها الحب لهذا المبدع أو ذاك ؛ فيأتي نقده ضربا من المبالغة الذميمة ، ويصبح عمله محض انطباعات غير مبررة ، وقد يكون كره الناقد للمبدع سببا في التحامل على العمل الأدبي وصاحبه ، ومحاولة لهدم العمل الأدبي وإلصاق كل العيوب به ، وفي تلك الحالة يجب على الناقد أن يكون متعاطفا مع النص بعيدا عن مبدعه ، ولا يفهم من كلمة ( التعاطف ) هنا أنها تدابر الموضوعية والحيادية ؛ بل نعنى بها حسن معاشرة النص ؛ كشفا عن معالم الجمال به وبيانا لعيوبه ، كما يجب على الناقد وهو يتناول نصا – أي نص مهما كان مبدعه – أن يتحلى بالجرأة والشجاعة ؛ فلا يدفعه حب المبدع لمحاباته ، ولا يمنعه كرهه لرب العمل من إنصافه إن أحسن ،  وإذا جبن الناقد ضاع الأدب .
ثمة أعمال نقدية لأسماء لها ثقلها في عالم الأدب عند تحليلها لبعض النصوص وضعت – مع شديد الأسف – شخصية مبدع النص نصب أعينها ، فمجدت النص وتغنت بمحاسنه ، وغضت الطرف عن عيوبه ؛ فجاء عملها مصابا بالخداج ، وفي مثل هذه الحال يفرّخ الدجل والشعوذة .
وكم من شاعر أو كاتب بلغ من الشهرة ما لم يبلغه غيره ممن هم أفضل منه موهبة وتمكنا بسبب حيف النقاد ومجاملاتهم التي جاءت على حساب الفن الأصيل ، والأمثلة على ذلك كثيرة ولو شئنا لذكرناهم اسما اسما ، منهم من رحل عن عالمنا ، وهو محاسب أمام الله على شهادة الزور التي شهدها ، ومنهم أحياء يرزقون ، يعيشون – كما يقول المازنى يرحمه الله – عيالا على الأدب وحميلة على أهله وذويه.
لقد مضى عصر هؤلاء ، ولقد تبوأ منابر الأدب فتية يجمعون بين الثقافة العربية العريقة ، وبين ثقافة عصرهم ، يتخذون من ميراثهم العربي قاعدة يشيدون عليها مجدهم غير غافلين متغيرات عصرهم ، اطلعوا على ثقافة الغرب ؛ لكنهم – وتلك سمة أصلية فيهم – لا يحبون أن يلبسوا العقل العربي قبعة الغرب ، يدركون أن جل المناهج الغربية لا يصلح تطبيقها على أدبنا العربي ؛ فلكل لغة ما يناسبها تبعا لخصائصها وسماتها التي تميزها عن باقي اللغات ، فتية يضربون بجذورهم في تاريخ العرب الأدبي والثقافي الذي ظل – وسيظل بإذن الله – منهلا لكل الحضارات التى تأثرت بتلك الحضارة العربية العريقة .

الأربعاء، 17 يوليو 2019

هل أنت حزينة....! صباح فارسى


- عن أي حزن تتحدث... حزينة!!
بل بداخلي أمة من الحزن،،
بداخلي قبائل من نسوة،، يلطمن وجوههن ويشققن جيوبهن، ويبكين ويصرخن وينحون لأجل امي،، يصرخن بكل طيبها ويعددن كل كريم صفاتها ،
بداخلي نسوة يبكين كل ثانية اهدرتها في الركض خلف الحياة، ولم اتبتل فيها بحب أمي ، بداخلي ثورة ضد الجائز والممنوع، وتمرد ضد اقتطاع مضغة من روحي ودسها في التراب، وأمام الجميع ،، تجلس أخرى،، تشبهني.. انكرها وتلتصق بي.. تبكي دون دموع،، تشهق دون نفس،، تموت دون أنين..
تدعي تقبل الخسارة.. وصدقني.. الخسارة جبل رصاص يثقل كاهلي، يكبل اطرافي.. يجرجرني على هشيم زجاج ويحشو جراحي بالملح. ،، يشتت صمودي،، ويسرح خيالي... ولا أعود إلى لا أعود .
اوووووه.. لو تدري كم هي الخسارة فادحة؟ لا بديل لها.... لا عوض عنها.. الأم هدية السماء لنا، مرة في العمر كله وهدايا السماء عظيمة.. طاهرة ،، تتذوق حلاوة النداء في كل مرة ولا تشعر به إلا حين تموت الأم تنادي ولا مجيب،، تشهق ولا مغيث،، فليس من ناديت.... حيا.
-تهشمت.. ايه.. والله وما بداخلي سوى فتات يبتغى ان يصير ترابا يشاطر ترابها..

صباح فارسى
كاتبة وأديبة

الجمعة، 12 يوليو 2019

قصيدة هم أبحروا بقلم على الستراوى


                                            1

هم أبحروا 

بعد ليل وليل ضائع في عتمته 

تتقدمهم حرية الريح

والمدائن التي انشغلت بمرحها 

والقرى التي أشاعت بين البرق بوحها 

كان الفضاء واسعًا 

والأرض مغتصبة لعفتها 

عودوا..

سفركم تعدى خطاه! 

                                           2

لم تكن الوحيدة بين أقرانها..

جمعهم في دائرة المرايا انعكاس 

تقدمت.. لكنها لم تصل..

خطواتها جعلت من رمل الأرض علامات..

طين شكل نواياها من زبد البحر..

وبحر غادر المدينة منذ مات النخل واقفًا! 

                                           3

هواجس تسكن دار السيد الغريب..

يقترب منها الوقت عندما تمد الشمس أطرافها 

وعندما تغيب ينتحب الوقت دون رفيق!

                                           4

لم تكن هي الوردة..

بل كانت في البدء سيرة..

أولها غيمة في كومة من الرعد 

وآخرها برق يستحي أن يفضحه النهار!

                                           5

جدائل الزمن الجديد..

أصوات لطائرات لا تهدأ..

وسفن تجوب البحر دون ربان راشد 

وبحارة المدن اكتظت بهم ساحات أكبر من أحلامهم..

فتاهوا.. 

لأن نوارس البحر لم تكن من الصحوة كي تنتظر! 

                                            6

برجولة لا تنحني للكسل..

مدوا بقاماتهم نحو عمق لم يدركوا غايته 

ولم توقظ السنابل من غفوتها..

مالوا نحو جهة لا تضيعهم..

لكنهم افتقدوا بوصلة الوضوح..

وانتهوا في بذار المجادلة..! 

                                           7

أصوات لا تلتقي عندما تشتد الرياح..

جهتها مغلقة تحت وطأة ثقل شهرزاد..

وشهريار نائم ينتظر صحوة السحاب 

يا لها من شهوة أفقدتنا بصيرة الحياة !

                                           8

مدرك أيها الغريب..

أن الذي لا يراه الضرير..

يبصره القلب.. فيخشى الحريق..

                                           9

الماء ليس الوحيد في صباحات النهر..

لكنه أصوات لا تسافر بعيدة عن الريح !

والعصافير في انشغالها باليعاسيب..

فتحت للحدائق بسملة الرشد..

وعنفوان عقل لم تشغله عتمة الليل..

عن صحوة القمر البعيد

المثقفون وكرة القدم

المثقفون وكرة القدم
أحمد محمد أبورحاب محمد مدير ثقافة محلة القصب
تقام حاليا  بطولة الأمم الإفريقية فى مصر..
نسأل نحن المثقفين  عن العلاقة بين الأدب وكرة القدم فنفاجئ  أن العلاقة وطيدة بين الأدب والرياضة عموما وخصوصا كرة القدم   
عالميا
مارس ألبير كامو الأديب الفرنسى  لعبة كرة القدم في شبابه، حيث كان حارس مرمى بفريق جامعة الجزائر في عام 1930، وكان لهذه التجربة تأثير كبير في حياته، الّتي يقول عنها: “كلّ ما تعلّمته عن الأخلاق والواجب، أنا مدين به لكرة القدم”.
وقد نجد صدى لعلاقة اللعبة بالحياة، في رأي الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر الّذي اعتبر أنّ هذه اللعبة تختصر الحياة بأكملها، بكلِّ ما فيها من تعقيداتٍ وقوانين”.
وإضافة إلى ألبير كامو، خاض كتّاب كثيرون تجربة اللعب ضمن نادي كرة قدم، منهم الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الّذي لعب لمدّة في فريق أتلتيكو جونيور الكولومبي في مراهقته، وحالت إصابة دون أن يكمل مشواره الكرويّ، ليجد طريق الرواية والأدب؛ وقد ظلّ طيلة حياته مشجّعًا وفيًّا لهذا الفريق ومتابعًا لمباريات كرة القدم.
كما لعب الروائي الروسي القدير فلاديميير نابوكوف حارسَ مرمى،
عربيا
كما كانت للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ علاقة وطيدة بكرة القدم، حيث لعب فترة طويلة في الفرق التابعة للمؤسّسات التعليميّة الّتي درس فيها، فكان مهاجمًا هدّافًا في المدرسة الابتدائيّة. وفي المدرسة الثانويّة لعب قلب دفاعٍ، ولشدّة تميّزه في اللعب تنبّأ له الكثيرون بأنّه سيصبح نجمًا في هذه اللعبة قادرًا على اللعب في أحد الأندية الكبيرة والمنتخب الوطني، إلّا أنّ نجيب محفوظ لم يواصل مع فريق الجامعة، وانكبّ على دراسة الفلسفة والكتابة. لكنّه بقي متابعًا وفيًّا لمباريات كرة القدم وكثيرًا ما كان يتباهى بتجربته الكرويّة.
كما نجد رواية مهمّة للأديب الجزائري رشيد بوجدرة، وهي رواية “الفائز بالكأس” (Le vainqueur de coupe) الّتي نُشرت بالفرنسيّة في عام 1981 عن دار دونويل بباريس، وتجري أحداث الرواية في ملعب كرة قدم، وتصف مباراة نهائي كأس فرنسا في 29 ماي 1957، الّتي دارت بين نادي تولوز ونادي أنجي وذلك خلال ثورة التحرير الجزائريّة. وفي الأثناء، يحضر أحد المناضلين المنتمين لجبهة التحرير الوطني، هذه المقابلة لا للفرجة ولكن لتصفية عميل من عملاء الاستعمار الفرنسي أثناء المباراة.
لكن يبقى كتاب “كرة القدم في الشمس والظلّ”، للأديب الأوروغواياني إيدواردو غاليانو أحد أهمّ الكتب الّتي استفاضت في سبر أغوار عالم هذه اللعبة من كلّ زواياه وجوانبه، فهذا الكتاب هو أشبه ببحث معمّق عن تاريخ اللعبة ومنشئها وكيفيّة انتشارها وتطوّرها. ويتحدّث عن حوادث وسير اللاعبين العظماء في العالم، وعن المباريات التاريخيّة الّتي بقيت في ذاكرة كلّ عشّاق اللعبة، وعن علاقة كرة القدم بالسياسة والفكر والأدب. وقد اعتمد فيه أسلوبه الشيّق والممتع في الكتابة، الأسلوب الشذري الحكمي والشاعري الّذي تميّز به في كتبه الأخرى مثل كتاب “المعانقات”.
.

الناشرون ودور النشر

الناشرون ودور النشر  معضلة الثقافة العربية
(ملف العدد)
بهجت العبيدي كاتب ومفكر مصرى مقيم بالنمسا
أحمد محمد أبورحاب محمد مدير ثقافة مصر
الهام غانم عيسى سوريا

إن العلاقة بين الكتاب في عالمنا العربي وبين دور النشر علاقة أقل ما يقال عنها أنها علاقة توتر وشد وجذب بين طرفين يرى كل واحد منهما أن الظلم يقع عليه، وكل طرف من الطرفين يسعى جاهدا بأن يثبت براءته في تلك المعركة التي تدور رحاها على الساحة الأدبية والفكرية في عالمنا العربي، ويظل العامل الاقتصادي هو أكثر العوامل ظهورا على الساحة، خاصة لدى الناشرين الذين هم في أصل العملية مستثمرون وعملية الربح هي الأهم بالنسبة، هذا الجانب المادي ربما يختزل البعض تلك الأزمة الحاصلة بين الكتاب والناشرين فيه، فالناشر يُثْرى لأنه يحصل على النصيب الأوفر من العائد المادي،
في ذات الوقت الذي لا يحصل فيه الكاتب عما يرى أنه يستحقه من العائد الذي هو نتاج عقله وفكره وإبداعه، فلولاه لم يكن هناك مادة للنشر، ولولاه لم يقبل القارئ على المنتج الذي قدمه الناشر لسوق الكتب.
إن كل طرف من الطرفين، المُؤَلِّفِين والناشرين. كل واحدٍ من منهم يُحاول أن يبرأ ذمته مما وصل إليه الحال في عالم الكتب العربي اليوم، ويبذل الجهد الكبير في الإتيان بأسباب يحاول سوقها على كونها موضوعية، ويتصدر الوضع الاقتصادي تلك الأسباب، يتبعه ذلك الإحجام من القراء العرب على اقتناء الكتب، وافتقاد عمليات التسويق للبراعة المطلوبة والتي من خلالها يمكن أن تتضاعف عدة مرات عملية بيع الكتب. أما أكثر التهم الموجهة من قبل الكتاب فهي أن الناشرين – جلهم – لا ينظرون للمهنة بما يليق من الاحترام.
إن أهم الأزمات التي تعصف بالثقافة العربية في عصرنا الحالي هو عدم فتح الأبواب أمام المواهب الحقيقية – بوضع مئات الخطوط تحت كلمة الحقيقية هذه - الجديدة الشابة، تلك الأبواب التي تفتح على مصراعيها لعديمي الموهبة وأنصافها، ويساهم في ذلك بشكل كبير دور النشر التي تبحث عن الاسماء المعروفة، ولا تحذو حذو دور النشر الغربية التي تسعى إلى تقديم الاسماء الجديدة، وليس الاسماء الجديدة فحسب بل الأفكار الجديدة التي يمكن أن يطلق عليها استثنائية، إن المتابع يستطيع أن يلحظ ببساطة شديدة أنه لا توجد لدى دور النشر العربية – إلا النادر منها – سياسة مرسومة بوضوح تقدم من خلالها كافة أجناس الكتابة، كما تجعل فيها نصيبا للمواهب التي يصيبها الإحباط نتيجة لعدم قدرتها على النشر، وعدم مد يد التعاون والمساعدة ، بل وأحيانا استغلال تلك المواهب من خلال الجور على حقوقها، لمعرفة الناشر بالرغبة الشديدة لدى هذه المواهب بإصدار الكتب التي تحمل فكرها وانتاجها الإبداعي واسمها.

سيظل هناك هذه الحال من  التوتُّرات  بين الناشرين والكُتَّاب؛ تلك التوترات التي نرى أن لها أسبابا موضوعية تتمثل في حرص الكاتب على أفكاره والدفاع عنها وحرصه على أن تصل إلى القراء في أفضل شكل وأبهى صورة، وحرصه على تسويقها، أما الجانب المادي فله مساحة كبيرة في هذا الصراع الدائر بين الناشرين والكتاب، حيث يدافع الكاتب بشكل دائم عن حقوقه المادية، والتي يرى دوما أنها مهدرة، ولعل أوضح مثالا في عالمنا العربي عن ذلك يتضح جليا فيما ذكرة أديبنا العالمي الراحل الخالد صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ حينما وصف أصحاب دار نشر كتبه "قصصه" بأنهم تجار "شطار" ذلك الوصف الذي يضع الناشر  في جانب من جوانبه في وضع المُتَّهَم، وذلك لغياب الوضوح والشفافية في  العلاقة بينه وبين بالمؤلِّف. هكذا يرى كل طرف الآخر، ما يجعل العلاقة بين الاثنيْن علاقة زواج كاثوليكي، فلا أحد منهما يستطيع أن يستغني عن الآخر، وكل واحد منهما في حاجة إلى الآخر، رغم التَّشَنُّجات القائمة بينهما، بصورة دائمة، ولو بشكل مُتَسَتِّرٍ، أو غير مُعْلَنٍ.
هناك أيضا مشكلة كبيرة تواجه الكتاب – وخاصة الشباب منهم – مع دور النشر؛ وهي أن بعض أو بالأحرى العديد من دور النشر لا تقبل نشر كافة الأنواع الكتابة أو الأنواع الأدبية؛ وهو ما يجعل النابهين في فن من الفنون الكتابة لا يتحصلون بسهولة على فرصة النشر، وهو ما يجعلنا أمام معضلة يمكن أن تؤدي إلى وأد تلك المواهب.
إن العقود التي تحكم عملية النشر بين المؤلف ودور النشر هي من الأهمية بمكان، فليس معقولا أن يتم استغلال الناشرين للكتاب، خاصة الناشئين منهم، وتتم صياغة العقد بطريقة مجحفة لأقصى درجة، وبالطبع يرضخ معظم الكتاب – حتى الكبار منهم أحيانا – لهذا الإجحاف، لأنهم يريدون أن يذيعوا أفكارهم على القراء، هذا الذي يعلمه ويدركه بحسه التجاري أصحاب دور النشر.
إن الإقبال الضعيف من القارئ العربي على شراء الكتب، تضع الناشر والكاتب كلاهما في مأزق حقيقي؛ فالأول يريد بيع الكتاب، ومن ثم الحصول على الربح بعد أن يمنح الكاتب حقه الذي تم الاتفاق عليه، والثاني – إن كان لا يملك دخلا إلا من خلال ما يتم بيعه من إنتاجه الفكري – ينتظر العائد المادي الذي يقتات منه، كنا يريد أن ترى أفكاره النور وأن تسهم في ثقافة المجتمع وأن يرى تأثير ما كتبه على جمهوره الذي حرص على شراء الكتاب، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون لدى الناشر من الوسائل التي تساهم في دعم المشروع الفكري للكاتب، وهذا لن يتحقق إلى إذا أصبح لدى دور النشر مشروعا فكريا ذات ملامح واضحة، يسعى أن يجتذب له المؤمنين به من الكتاب، ولعله من المناسب أن نعلن أن ذلك غير متحقق في عالمنا العربي، وفي القلب منه مصر، كما نؤكد أنه لن يتحقق إلا من دور نشر كبيرة الشأن، حيث أن غيرها لم يصل بعد للإيمان بأهمية وجود مفهوم المشروع الفكري المتكامل.

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

شروط الحصول هاى معتش البطالة

لشروط:
1. ألا يكون استقال من الخدمة أو انقطع عن العمل.

2. لا يجوز صرفه لمن انتهى عمله لصدور حكم نهائي ضده في جناية أو جنح، أو انتحاله شخصية غير صحيحة أو تقديمه شهادات أو أوراق مزورة.

3. أن يكون المستفيد منه مشتركا في التأمين الاجتماعي لمدة عام على الأقل.

4. لا يحصل عليه من رفض الالتحاق بعمل يراه مكتب القوى العاملة مناسبا له وذلك خلال فترة عطلته.

5. يحرم من بدل البطالة من ثبت عمله لحسابه الخاص أو هاجر خارج البلاد.

6. لا يحصل عليه أصحاب الأعمال العرضية أو المؤقتة وخاصة عمال المقاولات وعمال التراحيل والعمال الموسميين وعمال الشحن والتفريغ وعمال النقل البري وعمال الزراعة وعمال الصيد.

7. لا يحصل عليه من تجاوز سنه 60 عاما.

8. للحصول عليه لا بد من أن يكون المؤمن عليه مشتركا في التأمين لمدة سنة على الأقل.

9. أن يكون المؤمن عليه قيد اسمه في سجل المتعطلين بمكتب القوى العاملة المختص، وأن يتردد على مكتب القوى العاملة المسجل فيه اسمه في المواعيد التي تحدد بقرار من وزير القوى العاملة.

10. يحرم المؤمن عليه منه إذا ثبت عمله لحساب الغير بأجر يساوي قيمة التعويض أو يزيد عليه.

11. يحرم المؤمن منه إذا استحق معاشا يساوى قيمة تعويض البطالة أو يزيد عليه، مع مراعاة أحكام البند (2) من المادة (69) من هذا القانون.

السبت، 6 يوليو 2019

أهمية الصور فى قصص الأطفال أحمد محمد أبورحاب كاتب لأدب الطفل مصر نجمة البلوشية معلمة لغة عربية سلطنة عمان

أحمد محمد أبورحاب كاتب لأدب الطفل مصر
نجمة البلوشية
معلمة لغة عربية_سلطنة عمان

أهمية الصور في قصص الأطفال
س- ما الذي يجذب الطفل في القصص؟

يعود فن الرسم إلى العصور الماضية،ما قبل التاريخ،وامتد نحو الثقافات الكثيرة لأهميتها ،فهو نهر العبور إلى الأفكار والخلجات، فكان الإنسان يميل إلى معرفة ذاته، وكيف يعبر عن ثقافته،أصوله،فلم يكن أمامه للتعبير عن نفسه سوى بالرسم والنحت على الصخور و التماثيل،فأستمد الرسم من الطبيعة ،وأدخل فيه خياله الواسع ،كأساس يعتمد عليه في حياته.
ومع مرور الوقت وجدنا أن الطفل أيضا لا ينجذب للقصة السردية ،أو القصص المقروءة بدون رسم يجذبه ،فأول ما يلفت انتباه الطفل رسم الغلاف ،فهو من المعايير التي تشد انتباه الطفل وتخلق لديه الدافعية لقبول القصة أو رفضها ، وألوانه الزاهية كألوان قوس قزح ، من عناصر الجذب في قصص الأطفال ،حيث تساعد الرسوم والصور الملونة في رسخ الخيال في مخيلة الطفل؛ وإدخال البهجة والسرور في نفسه ،فبالتالي يتطور لديه مهارة الفكر والرؤية والنطق والتعبير  والتأمل ،وربما يكتسب أيضا هواية جديدة عن طريق تقليد بعض من الصور وطريقة رسمها.

-هل الصور والرسوم تساعد على فهم القصة؟
خيال الطفل وعالمه واسع ومرتبط بالرسم أكثر من أرتباطه بالمفردات ،لذلك نستطيع القول  بأمكان المربي أن يستغني عن القصص التي تشمل العديد من العبارات ،ويختار  المعبرة منها بالرسم ومختصرة ، فهذا أقرب للطفل ،فحين ينظر إلى القصة يستطيع التحليل والنقد وتركيب عبارات لغوية ،كما تثير لديه حب الأستطلاع،وشغف القراءة .

-هل الطفل يستطيع التعبير عن الرسومات الكثيرة في القصة الواحدة؟
بما أن الهدف العام من القصة تعليم الطفل القراءة والكتابة والتحدث والتعبير واكسابه المفردات اللغوية وتصحيح النطق ،فنجد أن الطفل يقل تعبيره أذا ما وجد عدة صور في القصة الواحدة  أو الصفحة الواحدة ،فلا بد من الموازنة في ذلك ؛حتى نستطيع تلبية حاجات الطفل،من التوجيه والحب والنجاح،والثقة بالنفس ،فقدرات الأطفال مختلفة بأختلاف أعمارهم ،فمنهم من يجيد التعبير ،ومنهم من يحب التحليل،وهناك الفئة الناقدة منهم ،فلابد من تنمية جميع الحوانب لديهم ،فأهمية القصة ليست ثقافية فحسب توصيل المعلومة او القيمة او بعض من المبادىء الأجتماعية والوطنية والإنسانية  بل تنمية جميع جوانب الحياة لدى الطفل،وتكوين شخصيته ،شخصية واثقة الخطى مستقبلا ،لا تتزعزع مع هبوب الرياح ،فلا بد من إستخدام صور لافتة ورسوم جذابة لتعلم ممتاز ومتنوع  بطريقة صحيحة ومفيدة  وناجحة للطفل.
------------------------------------------
تحليل رسومات الأطفال

ترتبط رسومات الأطفال بالشخصية ارتباطاً وثيقاً، حيث تدل رسومات الأطفال على حالتهم النفسية، وما يعانونه من مشاكل داخلية، ويساعد أطباء التحليل النفسي على أن يستدلوا على مشاكل الأطفال النفسية من خلال تحليل رسوماتهم العفوية والتلقائية، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض التحليل لرسومات الأطفال. تحليل رسومات الأطفال الرسم من يسار الصفحة ثم التدرج إلى اليمين، يدل على حالة مرض الطفل، والحاجة للحنان والرعاية من أهله. رسم صورة الأم كبيرة، وصورة الأب صغيرة، فهذا يعني أن الطفل يرى بشكل واضح سيطرة شخصية الأم وتسلطها على والده، أو على المنزل، وضآلة دور الأب في تربية الأبناء. الرسم في حضن الأم بشكل متكرر، يدل على أنه يفتقر إلى الحنان. إذا رسم الطفل الوجوه القبيحة، فذلك يدل على الكره وكثرة الخلافات الأسرية التي يعيش فيها، وإذا رسم والده أو أخيه بوجه قبيح، فهذا يدل على أنه متضايق منه ويكرهه. رسم الوجوه الجانبية يدل على صعوبة إقامة علاقات مع الآخرين. رسم الوجه التعيس أو الحزين يكون تعبيراً عن مشاعره الحقيقية في هذا الوقت، وعلى عدم القدرة على التعاون مع الآخرين. رسم الأشخاص بلا وجوه يدل على انعدام الهوية، وعدم شعور الآخرين بوجوده. رسم العين يدل على شعور الطفل بانه مراقب. رسم الوجه دون عيون يدل على عدم حب الاختلاط بالآخرين رسم العين خلف النظارة يدل على الانطواء على الذات. رسم الطفل جسم الإنسان دون أيادٍ أو أرجل يعني أنه لا يعرف كيف يتصرف. رسم جسم الإنسان مع الأيادي كبيرة الحجم يدل على أن الطفل سرق، أما إذا كان رسم الرأس بحجم كبير، فذلك يعني أن لدى الطفل أفكاراً كبيرة، وإذا رسم الرأس بحجم صغير، ذلك يدل على أن الطفل خجول. إذا رسم الفم بحجم كبير مع بروز الأسنان أو رسم الأيدي طويلة، فذلك يدل على أن الطفل عدواني. في حالة رسم الفم المفتوح، فذلك يدل على أن الطفل ثرثار وكثير كلام. إذا رسم السيارة، ذلك يدل على حب الطفل للتنقل. رسم الدرج والسلم، ذلك يدل الى أن لدى الطفل تفاؤل ونظرة علوية. رسم الحيوانات يدل على أن الطفل يحب مساعدة الآخرين. إذا رسم نفسه صغيراً مقارنة بالآخرين، ذلك يدل على أنه غير واثق بنفسه ومن قدراته الشخصية، أما إذا رسم نفسه بحجم كبير مقارنة بالآخرين أو رسم رقبته طويلة، فذلك يدل على اعتزازه بنفسه وتقديره لذاته، وقد يكون مغروراً بنفسه. لماذا يجب تحليل رسومات الأطفال معرفة المشاعر الدفينة تنعكس المخاوف أو السعادة من خلال هذه الرسومات، مما يسمح لنا باكتشاف حالة الطفل النفسية دون مضايقته بأسئلة لا يملك لها أجوبة غالباً. التخلص من الخوف والقلق الرسم هو الوسيلة التي يسقط بها الطفل ما بداخله من مخاوف وقلق، فالرسم هو صمام الأمان نوعاً ما، وبالتالي فهو الوسيلة المشوقة بالنسبة للأهل والمعلمين، ليتمكنوا من مساعدة الطفل.

أقرا ايضا