الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

أمين يوسف غراب 2

امين يوسف غراب 
اقتراف الأدب بالمخالطة
على هدى من قراءات أمين يوسف غراب واطّلاعه الذى يسّره له النقل المتعسّف إلى مكتبة البلدية، النقل الذى مثّل عقابًا من وجهة نظر الرئيس ولكنه كان فى الحقيقة إثابة وكشفًا نيِّرًا للمرؤوس، بدأ الشاب الوالج حديثًا إلى عالم الثقافة والقراءة فى تجربة قلمه ومشاعره وهواجسه فيما يشبه ما يقرأ، فسطّر أولى قصصه القصيرة وانتهز فرصة إعلان مجلة “الصباح” عن مسابقة أدبية فى القصة، فتقدّم وحاز المركز الأول بالفعل عن قصّته “بائعة اللبن” عام 1940
، بعدها نشر له الصحفى والكاتب الشهير محمد التابعة قصة بعنوان “فى البيت” فى مجلة آخر ساعة أواخر عام 1942، قبل أن يمنحه فرصة كتابة قصة العدد بشكل دائم ولسنوات طويلة، وأمام هذه الفرصة وانفتاح قوس الكتابة والنشر والتواصل احترف أمين يوسف غراب الأدب وبدأ فى الكتابة المنتظمة، لينشر مجموعته المعروفة “هتاف الجماهير” عام 1945، والمفارقة أنها المجموعة الثانية له بعد مجموعة حملت اسم “الضباب” ونشرها فى طبعة محدودة فى دمنهور عام 1939.
انتقل أمين يوسف غراب إلى القاهرة عام 1949 بينما كان فى السابعة والثلاثين من عمره، وكان قد أصاب بالفعل حظًّا كبيرًا من الشهرة والتواجد الأدبى، وربما طول بقائه فى الريف كان يقينًا بأن تربته الإبداعية والإنسانية ومعين شخصياته وأحداثه ودراما قصصه ورواياته تنبت هناك، فى هذا الطين الأسود الخصيب، 
ولكن غواية المركز وبهجة الاتصال بالوسط الثقافى فى فضائه الأوسع والأرحب والأكثر امتلاء بالنجوم والمشاهير والفعاليات جميعهم قادوا خطاه إلى القاهرة، فبدأ حياته فى العاصمة كاتبًا فى مصلحة السكة الحديد قبل أن يترقّى إلى موقع سكرتير عام المصلحة عام 1951، وفى عام 1956 انتقل للعمل مديرًا للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية “المجلس الأعلى للثقافة حاليًا”، وهى الوظيفة التى استمر فيها حتى وفاتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرا ايضا