الاثنين، 16 سبتمبر 2019

مسرحية مجهولة لجبران خليل جبران


ظلت مسرحية(الأعمى) مجهولة للقارىء العربي حتى عام 1981 ثم تم تعربيها  تحت اسم ( الأعمى) فقد كتبها جبران بعد سنوات طويلة من الاغتراب. 
جاء الوصف فيها للمكان و للديكور المستخدم و شكل  و أزياء الشخصيات بشكل أكثر اكتمالاً عن تجارب مسرحية سابقة
جاءت  أجواء المسرحية كلها أمريكية بحتة من حيث اسماء الأبطال و أجواء الطقس البارد .
لخص جبران في تلك المسرحية تجربته الأدبية و منهجه الذي كان يخاطب فيه الذات التي لا تشيخ أو تعجز رغم وهن و ضعف الجسد البشري في فترة من فترات حياة الإنسان  يظهر إلينا كل ما هو إنساني و كأنه كان ينقب عن الضمير و يكتب إليه .
تدور أحداث المسرحية في إطار علاقة بين زوج (كفيف) يعشق الأدب و لديه بصارة شديدة الحساسية و زوجة مستهترة و ابنتها من زواج سابق   التي تتعامل مع زوج أمها و كأنه والدها الحقيقي حيث تقرأ له الشعر و تتحدث معه عن الحياة بشكل عام  و على الجانب الاَخر ما سماه الكاتب (مجنون) الذي يشبه الراوي العليم بالروايات  و هذا المجنون لم يكن منظورا لأبطال العمل المسرحي و لكنه كان منظورا للقارىء و الذي بمثابة الشخص الذي يعلق على الأحداث أو هو وجدان أبطال العمل الذي يتكلم بلسان حالهم و يسرد أفكارهم إلينا و قد نعتبره الضمير الذي كان حاضرا كمنهج و أسلوب في جميع كتابات جبران .
تستمر الأحداث و تحضر الزوجة العشيق إلى منزلها معتمدة في ذلك على عمى الزوج و لكنه يكتشف  وجود شخص اَخر بالمنزل عن طريق قدرته على الإحساس بالأشياء  لكن حاولت ابنة الزوجة إخفاء هذا عنه حتى تحافظ على مشاعره  و بالنهاية تهرب الزوجة من المنزل مع عشيقها و تترك ابنتها و زوجها .
حاول (جبران) من خلال المسرحية  استخدام الأشياء الوجدانية غير الملموسة و لكنها محسوسة في مواجهة كل ما هو مادي بالعالم و هذا ما ظل يدافع عنه طوال سنوات حياته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرا ايضا