قال : الشيخ عثمان الصرفيني رحمه الله : كنت في بداية أمري نائما على سطح داري ليلا ، فمر بي خمس حمامات فقالت إحداهن بلسان عربي فصيح : سبحان من عنده خزائن كل شيء ، وسمعت الأخرى تقول : سبحان من بعث الأنبياء حجة على خلقه وفضل عليهم حبيبه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم : وسمعت الأخرى تقول : سبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ، وسمعت الأخرى تقول : كل ما في الدنيا باطل إلا ما كان لله ورسوله ، وسمعت الأخرى تقول ، يا أهل الغفلة قوموا إلى رب عظيم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم ، قال ، فوقعت مغشيا علي فلما أفقت نزع الله من قلبي حب الدنيا فعاهدت الله أن أسلم نفسي إلى شيخ يدلني على الله ، ثم سافرت لا أدري أين أتوجه فرأيت شيخا كثير الهيبة فقال لي : السلام عليك يا عثمان فعجبت منه كيف عرف أسمي فقلت له : وعليك السلام من أنت وكيف عرفتني : قال أنا الخضر كنت الساعة عند الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : فقال يا أبا عباس قد جذب البارحة رجل من أهل صرفين أسمه عثمان قد نودي من فوق سبع سموات مرحبا بك ياعثمان ياعبدي وقد عاهد الله تعالى أن يسلم نفسه إلى شيخ يدله على ربه فاذهب إليه فإنك تجده في الطريق فائتني به ثم قال الخضر : ياعثمان الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه : سيد العارفين في عصره فعليك بملازمته فضمنى على صدره فما شعرت بنفسي إلا وأنا عند الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : فقال لي مرحبا بمن جذبه مولاه بألسنة الطير ثم ألبسني طاقية وأجلسني في الخلوة شهرا وأصبت من صحبته خيرا كثيرا ونظرت اليه أن الذباب لم يأتيه فسألته عن ذلك : قال : ياعثمان ليس عندي دبس الدنيا حتى يأتيه الذباب )..
( كتاب قطوف الأزهار من كرامات الأخيار ج٢ص٢١٧..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق