يتفوق المسرح الأسود على المسرح الآدمي، بتخاذه بُعداً جمالياً وتعبيرياً مُختلفاً كالكُتلة المُعلَّقة في فراغ المسرح المُظلِم بامتدادها الحركي، فتتحوَّل إلى خَطّ، والخَطّ يتحوَّل إلى دائرة. وقد تتبدَّل صِفات ذلك الخَطّ وسُرعة حركته وغيرها مِن الإمكانيات، التي توفِّر للمُخرج المُبدِع إمكانيات فنية وتقنية كبيرة في رَسْم المَشهَد المُراد عَرضه فهو مسرح جذَّاب للكبار والصغار، يناسب كافة المستويات الثقافية والاجتماعية، يفتح الباب على مصراعيه لجذب عدد كبيرفنجد الممثل فيه لا يظهَر أبداً، لكن اختفائه لا يكون خَلْف الكواليس، بَل إنَّه يغرَق في الظُلمة التي تُحيط به مِن كلِّ جانب مُرتدياً لباسه الأسود، ممَّا يرفع درجة الإحساس بالوَهْم لدى الجمهور، وبالتالي ترتقي مَلَكة تذوُّقهم الفنِّي، ممَّا يحقِّق التأثير المطلوب. و تتميَّز حركته بالدِّقة والتزامُن. دِقة الحركة التي يؤديها، أو حركة الشَّكل الذي يَعرِضه، فتكون حركة انسيابية بدون تشنُّج وبدون تسرُّع، وتكون بزاوية عمودية في مواجهة الجمهور بدون أيّ انحراف. كما يجِب أنْ تكون الحركة مُتزامِنة مع إيقاع الموسيقى أو الكلام المُسجَّل المُذاع، أو مع حركة المُمثل الآخَر.
حول المسرح الاسود اساليبه وادواته استكملت المركزية للتدريب مع الاستاذ محمد فوزي فعاليات الورشة التدريبية
”تصنيع العرائس“ لخمسة وعشرين متدرباً بالعجوزه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق