في ليله باردة كانت تجلس فوق سريرها و داخلها شعور بالقلق
لا تعرف له سبب فتنظر الى السماء وتضع يدها على قلبها وتدعو ربها الا
ترى مكروه في أولادها ولا أحبائها وأن يحفظهم من أي مكروه
فجاءة أستيقظت
أبنتها مفزوعة من النوم وجاءت إليها تبكى
وهى تردد أخاف عليك يا أمي أشعر أن شيئا سيء سيحدث لك
أيقنت ان شعورها بالقلق حقيقي ضمت ابنتها إلى صدرها
وقرئت لها بعض من آيات القرآن الكريم وطمئنتها انها بجوارها وان
الله حافظها فهدئت ونامت وسلمت هي ايضا امرها إلى الله ودخلت في
سبات عميق لتحلم احلام غير مطمئنة ..
فى صباح اليوم التالي
أتجهت إلى جهة حكومية لإنهاء بعض الاوراق المتعلقة بها
فجئت أنها مطلوبة لتنفيذ عقوبة السجن
توقف عقلها متى ولماذا
من المؤكد ان هناك خطأ ما
لا لست انا
ترجت الحراس الذين أتوا لاقتيادها إلى السجن ارجوكم
تأكدوا أولا لست انا
كانت الشفقة بادية على وجوههم
أزدادت فى البكاء
قالوا ليس بوسعنا فعل شيئا لك اعذرينا واتركينا نكمل عملنا تحركت معهم وهى تجر أقدمها من واقع الصدمة
حتى افاقت على صوت اجش
يصرخ في وجهها أعطيني بطاقتك
فقدمت له البطاقة
حاله انهيار تام سيطرت عليها حاولت أن تتصل بأول من جاء في رأسها المتسببون فى الكارثة
التي لا ذنب لها فيها
و لسانها يردد ليس لأولادي غيرى في لحظه واحدة تحطمت
أمامها أحلامها وطموحتها وتعبها في لحظه واحدة محي تاريخها
وعملها وكرامتها في لحظه واحده أتقلبت حياتها رأسا على عقب
ولم يبق امام عينها غير صغارها
يا قهره قلبها على هؤلاء الأطفال الذين لا يعرفون في الدنيا سواها
وفي وسط كل هذا العذاب تنصدم بكل من طلبت مساعدتهم
ما هذه الردود الباردة كيف يتركونى أمضى تلك اللحظات العصيبة وحدى
دون مساعده ثم يأمرها أمين الشرطة
بتسليم ما في حوزتها أستلم منها حقيبتها وهاتفها ثم صعد
بها سلم في كل درجه كانت تصعدها كانت تصعد روحها معها حتى وصلوا الى نهايته فأذ تجد باب اسود فعلمت انه
باب السجن أو بمعنى اصح باب قبرها حاولت تتوسل إليه أرجوك لا تدخلني
بدون رحمة
زج
بها إلى دخل السجن فنظرت فوجدت قتلة وسارقين ومسجلين خطر
أخذوا يحدقون بأعينهم فيها. وكأنهم يسخرون من بكائها ثم أتجهت اليها سيده وقالت
اهدئي فشكلك لا يناسب هذا المكان كيف اتيتي الى هنا وطبطبت على يدها وهى تردد لا حول ولا قوه الا بالله
آهناك من يعلم أنك هنا
:-نعم
:- ولم يأت
:- بعضهم أت متأخر جدا
ومتضرر من المجيء ولم يساعدني بشيء وكل ما سمعته منهم كلمات باردة
:- لا عليك انها الدنيا الغادرة ... أن أردتى أن تتصلي بأحد يساعدك فلدي هاتف هنا
ففرحت
واتصلت بأخيها الذى يسكن غير بلدها أخر أمل لها الذي
قبل ان تقص عليه ما حدث قال لا تقلق
لقد علمت بالأمر وأنا في طريقي لك ولامها كيف يحدث لها هذا ولم
تتصل به اول واحد لكن عشمها في الباقين الأقرب في المسافة
خانها وأوهمها ان هناك من سيفعل المستحيل لأجلها خاصه انهم
المتسببون في كارثتها وليست هي!!!! أنها ضحيتهم هم وليس هو!!!!
وقبل ان تمضي ساعه زمن أتى أحد الحرس ليأخذها ويقول لها ببسمه غير
معتادة وتحول في تعبيرات وجه
من قمة القسوة إلى قمة
اللطف تعالي فأخوك ينتظرك بالخارج لم تصدق نفسها وانه أتاها بتلك
السرعة نزلت السلم بخطوات مسرعة
فوجدته أمامها يبتسم لها ليطمئن قلبها فارتمت بين ذراعيه وكأن هذا
الحضن الصغير الذي لم يستغرق ثانيتين اعاد لها روحها
طمئنها
انها ستخرج من هنا وان الأمر مجرد يومين ثقيلين سيمضين
وزع أموال كثيره وتوسل لهم أن يراعون أخته
حينها فهمت لماذا تحول معها إلى اكثر حنانا ولطفا ثم اعادوها
مرة ثانيه الى محبسها
مرت عليها الثواني والدقائق
أثقل من اعوام كثيره مضت وبعد يومين تعقد الامر واخاها يفعل
كل ما بوسعه
ظل يحاول ويحاول
ذهب الى الأشخاص الذين بيدهم الحل
اصبحت حياته محكمة و ونيابة من الصباح الباكر حتى غروب
الشمس على امل ان يكون هذا اليوم هو الاخير لها في محبسها ثم يقولون
له أذا لم تخرج اليوم سوف تخرج غدا
أحضر لها كل ما تحب من طعام ولكل من يشاركونها حبسها
كان يطمئن عليها دقائق معدودة كل يوم فعل المستحيل ليسمحون له بها ويقول لها
غدا فتماسكي فكانت ترى خلف كلماته المطمئنة خوف وكانت تحاول
جاهده ان تتماسك امامه حتى يمضي فتعود الى هذا المكان الموحش
الذي يملؤه جميع انواع الحشرات المقززة وسط المجرمين والقتلة
وبائعات الهوى والمظلومين الذين اتت بهم الدنيا الى هنا دون
ذنب مثلها ولكن مع الفارق ان الله ارسل لها اخ لن يتكرر
عاشت ثمانية عشر يوما في الجحيم لا تنام مضت عليها ليال
ثقيلة وسط رعب غير مسبوق من حراس هذا المكان وكلما غفلت
عينيها من التعب تفيق على صوت اصطدام الباب الذي كان بمثابة
فيلم رعب لها تفيق على اصوات الحراس وهم يصرخون في
البعض ويشتمونهم ويسبونهم ويضربونهم امام عينها وحاله الزعر لا تنهى
رأت ما لم يخطر على بالها حتى جاءت تلك اللحظة
التي اخبرها اخيها وبطلها ان اليوم سيكون نهاية كابوسها وبالفعل أخرجها الحرس لتنهي اخر اجرائتها
بعدها
ارتميت فى حضن أخوها ولكن هذا الحضن كان مختلف
كانت تحضن داخله الحياه كانت تشكره دون كلمات.. خرجت معه من هذا المكان وهى تنظر الى السماء تحمد الله
اخيرا عادت لتتنفس الهواء اخيرا عادت الى الحياة ولكنها عادت بقلب
أقوى وعقل أكبر وفهم أوسع لكل المواقف وكل الاشخاص ... أعادها
اخوها ورجلها وبطلها الى حضن صغارها واطمئن انها اصبحت على
شط الامان حره فى بيتها وسط صغارها فقبلته وحضنته وكل الكلمات
عاجزه عن شكره دعت له و ودعته وشكرت
الله على نعمه وجوده في حياتها وعلى نعمة البيت والستر
عادت إلى الحياة
وبقلبها جرح غائر لا تعرف كم ستستغرق من الوقت لمعالجته وألم من الذين
خذلوها ورموها مكانهم وخشوا على أنفسهم وعاشوا حياتهم الطبيعة
يأكلون وينامون ويمارسون عملهم ويترددون على مواقع التواصل
الأجتماعي وكأن شيء لم يكن وكأن ليس هناك من دفعت ثمن خطأهم
وكأن من عاشت جحيم وكابوس بشع لا يعرفونها او لا تنتمي اليهم
ومع كل ذلك سامحتهم سامحتهم من قلبها فحسابتها الأن مختلفة قالت
لنفسها يكفي ان الله اهداني اخ بألف اخ رجل اسطوريا من زمن اخر
فسامحتهم لوجه الله الذي لو افنت عمرها كله تحمده على نعمه وجوده فلن يكفي عمرها فماذا عن بقية نعمه التي لا تعدد ولا
تحصى.... تألمت وعانت لكنها فكرت في الحكمة الإلهية من هذه المحنة فوجدت انها خرجت منها اقوى وأشجع .. ومنحتها هذه القوه التي تضاعفت داخلها وخرجت وهي توقن ان لا شيء يدوم فكل شيء الى زوال الالم والمعاناه اوقات مؤقته وليست ابديه فدوام الحال محال هذا ما تعلمته فأياكم ان تيأسوا واياكم ان تعتقدو ان هنالك ابديه في شيء فالقدر دائما حسابات اخرى كل ماعليكم فعله ان ترضون ضمائركم حتى اذا اتت محنة توقنون انه امر الله ابتلاكم ليرفع درجاتكم وابتلاكم ليغفر لكم وابتلاكم ليهذبكم وابتلاكم لتعرفون حقيقه الدنيا والاشخاص حولكم حقيقة حبهم وحقيقه اخلاقهم فربما تظنون ان اقربهم هو ابعدهم وربما تظنون ان ابعدهم هو أقربهم حتى يأتي الشخص في اختبار واختيار حر. فتدرك حينها من هو حقيقيا وماهي مكانتك لديه .