درويش الولي أحمد البدوي .... والريال الفضة
عند زيارة مقام سيدي أحمد البدوي الذي يقع بمسجده بمدينة طنطا محافظة الغربية مصر
تتذكر تلك حكاية
حكاية
الشيخ الشعراوى والريال الفضة
الشعراوي رحمه الله
كان من محبين لال البيت و صوفي من اتباع الطريقة الاحمدية طريقة سيدي أحمد البدوي
، :عرفنا عنه
ﻫﺬﻩ ﺍﻟقصه
فقال
ﺳﻨﺔ 1948
ﻛﻨﺖ ﻓﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺩﻗﺎﺩﻭﺱ ..…
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻯ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻧﻰ ” ﺭﻳﺎﻝ ﻓﻀﺔ ” ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻰ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻓﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺑﻨﻬﺎ .. ﻵﺧﺬ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻯ ﻓﻰ ﺟﻴﺒﻰ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺔ ” !
ﻭﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻰ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺣﺰﻳﻨﺎً .. ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻰ ” ﻗﻔﺔ ” ﺑﻬﺎ ” ﺯﻭﺍﺩﺓ ” ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ..
ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻰ .. ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺃﺗﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻰ ﻓﻰ ﺿﻴﻖ ﻭﻗﻠﻖ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺇﻧﻘﺎﺫ ..
ﻭﻟﻤﺤﺖ ﺭﺟﻼً ” ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ” ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ..
ﻭﻓﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻰ .. ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺣﻤﺪﻯ ﻳﻨﻘﺬﻧﻰ !
ﻓﺎﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﺷﻴﻮﺥ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ .. ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺪﻯ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻯ .
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻟﺴﻴﺪﻯ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻯ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻴﺪﻯ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻯ .. ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻣﺠﻴﺪ .
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺒﻄﺊ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰّ ﻭﻳﺮﻯ ﺣﺎﻟﻰ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻰ
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺿﻴﻘﻰ ﻭﻗﻠﻘﻰ ﻭﺣﺰﻧﻲ ..
ﻭﻭﺟﺪﺗﻨﻰ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻰ ” : ﺇﻳﻪ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻯ ﺃﺣﻤﺪ ! ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺎﺣﺴﺐ ﺍﻧﻚ ﺑﺎﻋﺖ ﻟﻰ ﻧﺠﺪﺓ ” !
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﻤﻬﺎ ﻟﻤﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ” ﺭﻳﺎﻝ ﻓﻀﺔ ” ! ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﻓﺮﺣﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ..
ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺭﻛﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
ﻭﻳﻤﻀﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻰ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫﺍً ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ..
ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺳﻨﺔ 1950
ﻭﻓﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺟﺌﺖ ﻷﻗﻀﻰ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻰ ﺃﻣﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .. ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻣﻌﻰ ﻓﻰ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ .. ﻭﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﺼﺮ ..
ﻭﺭﻛﺒﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻬﺎ .. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺩﻗﺎﺩﻭﺱ ..
ﻭﻓﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺑﻨﻬﺎ .. ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻊ ﺃﻣﻰ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ ﻗﻠﻴﻼً .
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻟﻤﺤﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺣﻤﺪﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ .. ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﺣﻜﺎﻳﺔ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺔ ” ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻒ ﺑﻌﻴﺪﺍً ..
ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﻰ ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻳﺪﻩ ﻷﻗﺒّﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻋﻨﻰ ..
ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻯ ﻓﻰ ﺟﻴﺒﻰ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ .. ﻭﻫﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻪ .
ﻭﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻳﺒﻌﺪ ﻳﺪﻯ ﻋﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰّ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﺃﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺔ ” ﺑﺘﺎﻋﻰ !
ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ..
ﻭﺍﻧﺪﻫﺸﺖ !
ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻯ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺃﻣﺎﻣﻪ :
ﻳﺨﺮﺏ ﻋﻘﻠﻚ .. ﻫﻮ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﺎﻉ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺔ ” !
ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻓﻰ ﺩﻫﺸﺔ :
ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻋﺠﻴﺒﺔ !
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻯ : ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ .. ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻫﻮ ” ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻴﺪ ” ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺮﻫﺎ ..
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻯ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻧﺸﺄ ﻓﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻨﺪﺍﺋﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻴﻞ ” ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ” ﻭﻭﻗﻒ ﺧﺎﺷﻌﺎً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻮﻯ ﺍﻟﺼﻼﺓ . ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻌﺰﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ .. ﻭﻋﺎﺵ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺯﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﺻﻔﺎﺀ ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﺟﻴﺪﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻘﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﻳﺒﺼﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺓ !
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ .. ﻟﻜﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻟﻢ ﻳﺮﺗﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ .. ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ .. ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻪ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﻞ ﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺑﻠﻪ ﻭﻣﺠﻨﻮﻥ ﻭﺩﺭﻭﻳﺶ ﻭﻣﺠﺬﻭﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ .
ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺬﻭﺭ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻕ ! ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺃﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق