الجمعة، 12 يوليو 2019

المثقفون وكرة القدم

المثقفون وكرة القدم
أحمد محمد أبورحاب محمد مدير ثقافة محلة القصب
تقام حاليا  بطولة الأمم الإفريقية فى مصر..
نسأل نحن المثقفين  عن العلاقة بين الأدب وكرة القدم فنفاجئ  أن العلاقة وطيدة بين الأدب والرياضة عموما وخصوصا كرة القدم   
عالميا
مارس ألبير كامو الأديب الفرنسى  لعبة كرة القدم في شبابه، حيث كان حارس مرمى بفريق جامعة الجزائر في عام 1930، وكان لهذه التجربة تأثير كبير في حياته، الّتي يقول عنها: “كلّ ما تعلّمته عن الأخلاق والواجب، أنا مدين به لكرة القدم”.
وقد نجد صدى لعلاقة اللعبة بالحياة، في رأي الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر الّذي اعتبر أنّ هذه اللعبة تختصر الحياة بأكملها، بكلِّ ما فيها من تعقيداتٍ وقوانين”.
وإضافة إلى ألبير كامو، خاض كتّاب كثيرون تجربة اللعب ضمن نادي كرة قدم، منهم الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الّذي لعب لمدّة في فريق أتلتيكو جونيور الكولومبي في مراهقته، وحالت إصابة دون أن يكمل مشواره الكرويّ، ليجد طريق الرواية والأدب؛ وقد ظلّ طيلة حياته مشجّعًا وفيًّا لهذا الفريق ومتابعًا لمباريات كرة القدم.
كما لعب الروائي الروسي القدير فلاديميير نابوكوف حارسَ مرمى،
عربيا
كما كانت للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ علاقة وطيدة بكرة القدم، حيث لعب فترة طويلة في الفرق التابعة للمؤسّسات التعليميّة الّتي درس فيها، فكان مهاجمًا هدّافًا في المدرسة الابتدائيّة. وفي المدرسة الثانويّة لعب قلب دفاعٍ، ولشدّة تميّزه في اللعب تنبّأ له الكثيرون بأنّه سيصبح نجمًا في هذه اللعبة قادرًا على اللعب في أحد الأندية الكبيرة والمنتخب الوطني، إلّا أنّ نجيب محفوظ لم يواصل مع فريق الجامعة، وانكبّ على دراسة الفلسفة والكتابة. لكنّه بقي متابعًا وفيًّا لمباريات كرة القدم وكثيرًا ما كان يتباهى بتجربته الكرويّة.
كما نجد رواية مهمّة للأديب الجزائري رشيد بوجدرة، وهي رواية “الفائز بالكأس” (Le vainqueur de coupe) الّتي نُشرت بالفرنسيّة في عام 1981 عن دار دونويل بباريس، وتجري أحداث الرواية في ملعب كرة قدم، وتصف مباراة نهائي كأس فرنسا في 29 ماي 1957، الّتي دارت بين نادي تولوز ونادي أنجي وذلك خلال ثورة التحرير الجزائريّة. وفي الأثناء، يحضر أحد المناضلين المنتمين لجبهة التحرير الوطني، هذه المقابلة لا للفرجة ولكن لتصفية عميل من عملاء الاستعمار الفرنسي أثناء المباراة.
لكن يبقى كتاب “كرة القدم في الشمس والظلّ”، للأديب الأوروغواياني إيدواردو غاليانو أحد أهمّ الكتب الّتي استفاضت في سبر أغوار عالم هذه اللعبة من كلّ زواياه وجوانبه، فهذا الكتاب هو أشبه ببحث معمّق عن تاريخ اللعبة ومنشئها وكيفيّة انتشارها وتطوّرها. ويتحدّث عن حوادث وسير اللاعبين العظماء في العالم، وعن المباريات التاريخيّة الّتي بقيت في ذاكرة كلّ عشّاق اللعبة، وعن علاقة كرة القدم بالسياسة والفكر والأدب. وقد اعتمد فيه أسلوبه الشيّق والممتع في الكتابة، الأسلوب الشذري الحكمي والشاعري الّذي تميّز به في كتبه الأخرى مثل كتاب “المعانقات”.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرا ايضا