قرر " وارين بافيت " ثالث أغنى شخصية في العالم ( 53 مليار دولار ) التبرع بمبلغ 35 مليار دولار من ثروته لصالح مؤسسة " بيل جيتس " الخيرية لتديرها بما تملكه من خبرة طويلة في مجال العمل الإنساني والخيري .. ليس هذا فقط بل قرر الانضمام إلى جيتس ( صاحب شركة ما يكروسوفت العالمية ) فى جولة حول العالم لحث ما بين 70 و80 الشخصية الأكثر ثراء للتبرع بنصف ثرواتهم كما فعل هو وجيتس فيما أسمياه بالتعهد العلني للعطاء خلال الحياة أو بعد الوفاة يخصص للجهود الإنسانية والأعمال الخيرية ..
نجح بافيت وجيتس في جمع ات أكثر من 40 من أغنياء أمريكا تعهدوا علنا بتقديم نصف ثرواتهم لخدمة هذا الهدف النبيل .. بل ووصل حجم التبرعات الفعلية إلى أكثر من 60 مليار دولار .. منهم نجم السينما الهندية " جاكي شان " الذي تبرع بنصف ثروته .. لكنهما أبديا أسفهما الشديد لفشلهما في الحصول على أي تبرع من أي من أمراء أو أثرياء العرب ..دهشتمها كانت أكبر عندما علما أن السبب في ذلك هو أن أغنياء العرب يبررون ذلك بأنهم لا يريدون ضياع ثروة العائلة أو التفريط في ميراث آبائهم ! ..
التعليق :
الذي استوقفني في الخبر ليس حجم الأموال ولا الجهد الإنساني الراقي العظيم .. بل تلك الحجج الواهية التي أبداها أثرياء العرب في رفضهم القيام بمثل هذا العمل .. أيضا شعورهما بالمرارة ( بافيت وجيتس ) أنهما فشلا في العثور على متبرع واحد من تلك المنطقة ! .. حاولت أن أفهم كيف يأتي هذا التصرف من وسط بيئة لها شهرة واسعة في الكرم مشبعة بمنظومة إنسانية أخلاقية عظيمة أتى بها الدين الإسلامي الحنيف فلم أستطع ! .. الأمثلة التي تحث على الإنفاق ومساعدة المحتاجين أكثر من أن تحصى أو تعد في التراث العربي وكذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسير السلف العظيم من الصحابة الكرام وغيرهم رضى الله عنهم جميعا .. لم أستطع استيعاب هذه الازدواجية المتعاكسة : نملك هذا المنهج الراقي ولا نتبعه .. وهم لا يملكون نصفه ولا حتى ربعه ويقدمون عن طيب خاطر على عمل مثل هذا لا نجرؤ نحن على عمله ! ..
الخلاصة : رأيي أن القيم الإنسانية التي جاء بها الدين كي نعظمها ونعلى شأنها - ومنها قضية التكافل - قد تفوق ما جاء به من طقوس وشعائر .. ولنا العبرة في كثير من الروايات التي نحفظها عن ظهر قلب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق